المرجع المربي الاخلاقي السيد الصرخي الحسني وزيارة عاشوراء
أود أن أشير في هذا المقام الى شيء مهم وجانب تربوي من الجوانب التي ركز عليها المرجع المربي العراقي العربي السيد الصرخي الحسني حفظه الله والتي أولاها أهمية بالغة لما لها من أثر كبير في تربية الامة أولا ولما لها من الاثار والنتائج الايجابية ( الدنيوية والاخروية ) على الفرد والمجتمع ثانيا ، ومن هذه الجوانب التربوية التي ركز عليها سماحته هي الزامه لكل مقلديه ومن يعتقد به بقراءة زيارة عاشوراء للامام الحسين ابن علي ابن ابي طالب عليهم السلام اجمعين كل يوم ، لربط المكلف بالامام الحسين عليه السلام وقضيته المقدسة والتعلم منه ومن ثورته العظيمة المعطاء التي بقيت نبراسا للمظلومين على مدى الدهور والاعوام ومنهجا للثائرين بوجه الظلم والظالمين وكما يقول الزعيم الهندي الثائر المهاتما غاندي في مقولته الشهيرة ( تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر ) ، ولما فيها من المعاني العظيمة من موالاة أهل الحق والبراءة من أعداء الله ورسوله وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام ( يا اَبا عَبْدِاللهِ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلى اللهِ وَ اِلى رَسُولِهِ وَاِلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَاِلى فاطِمَةَ وَاِلَى الْحَسَنِ وَاِلَيْكَ بِمُوالاتِكَ وَبِالْبَراءَةِ (مِمَّنْ قاتَلَكَ وَنَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ اَسَسَّ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ وَاَبْرَأُ اِلَى اللهِ وَاِلى رَسُولِهِ) مِمَّنْ اَسَسَّ اَساسَ ذلِكَ وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ وَجَرى فِي ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعلى اَشْياعِكُمْ، بَرِئْتُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ ثُمَّ اِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ وَبِالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدائِكُمْ وَالنّاصِبينَ لَكُمُ الْحَرْبَ وَبِالْبَراءَةِ مِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ، اِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَوَلِىٌّ لِمَنْ والاكُمْ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ )
وانقل لكم قصة قصيرة للفائدة ولأخذ العظة والعبرة منها وللاشارة الى دور قراءة هذه الزيارة المباركة في دفع البلاء الذي يصيب الامة ( قال المرحوم آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي رحمه الله : عندما كنت مشغولا بدراسة العلوم الدينية في سامراء اصيب أهل تلك المدينة بمرض الوباء وكان في كل يوم يموت عدد كثير منهم ، ذات يوم عندما كنت في بيت استاذي المرحوم السيد محمد الفشاركي ( رحمه الله ) وكان هناك عدد من أهل العلم ، جاء فجأة المرحوم آقا ميرزا محمد تقي الشيرازي وكان من حيث المقام العلمي بدرجة المرحوم آية الله الفشاركي وبدأ بالكلام عن الوباء والطاعون وإن كل الناس معرضون لخطر الموت . فقال آية الله المرحوم الفشاركي : إذا أصدرت حكما هل ينفذ ؟ ثم قال : هل تعتقدون بأني مجتهد جامع للشرائط ؟
فقال الجالسون : نعم
فقال : إني آمر شيعة سامراء بأن يلتزموا بقراءة زيارة عاشوراء لمدة عشرة أيام ويهدون ثوابها إلى روح نرجس خاتون الطاهرة والدة الإمام الحجة ابن الامام العسكري (عجل الله فرجه الشريف) ويجعلونها شافعة لنا لدى ولدها لأن يشفع لامته عند ربه وإني أضمن لكل من يلتزم بقراءة هذه الزيارة أن لا يصاب بهذا الوباء .
قال : ما إن صدر الحكم ـ ولان الظرف مخيف وخطر ـ أجمع الشيعة المقيمون في سامراء على طاعة الحكم وقراءة الزيارة وبعد قراءة الزيارة فعلا توقفت الاصابات بينما كان كل يوم يموت عدد كبير من أبناء العامة ومن شدة خجلهم يدفنون موتاهم في الليل ..
وقد سأل بعض العامة أبناء الطائفة الشيعية عن سبب توقف الوفيات فيهم فقالوا لهم :
قرأنا زيارة عاشوراء فاشتغلوا بقراءة هذه الزيارة المباركة ورفع
عنهم البلاء .
هذا اثر واحد من الكثير من الاثار والفوائد والفضائل في قراءة زيارة عاشوراء ،
يقول الإمام الصادق عليه السلام : إن الحسين عليه السلام صاحب كربلاء قتل مظلوماً مكروباً عطشاناً لهفاناً, وحق على الله عز وجل أن لا يأتيه لهفان ولا مكروب ولا مذنب ولا مغموم ولا عطشان ولا ذو عاهة, ثم دعا عنده, وتقرب بالحسين عليه السلام إلى الله عز وجل إلا نفّس الله كربته, وأعطاه مسألته, وغفر ذنوبه, ومد في عمره, وبسط في رزقه, فاعتبروا يا أولي الأبصار...