الخطاب التغييري .. تأملات في منهج المصلح
يمكن أن نقول أن الأمتداد التاريخي للطائفية حاضراً في الحياة المجتمعية على كل مستوياتها لينال الجانب السياسي وطراً يعتد به ، ليشكل في الأمة المنهج الحاضر عند المسلمين ليكون جزءً من حياتهم ومنهجهم حتى أصبح هذا الفكر جزءً من الدين والتوجه العقائدي ، ولايمكن تصور التدين والعقيدة بدون الأنحياز له ، وما أن تضع أول قدم لك على نبذها ومحاربتها والخروج من وعي الفكر المنغلق فأنك سوف تتهم بالزندقة لتكون لك هوية تضع أمامك الحواجز الصلبة والأتهامات المقيتة ، لتشكل تلك المرحلة و تاريخها طريقا للبناء والتغيير أن الامة المسلمة وما عانته من قذف وأتهامات مشوه وبطبيعة الحال فأن الاخفاقات كانت نتائج تلك الخطوات وبتحليل دقيق يمكن أن ندرك مفتاح النجاح والنهوض بحركة واعية تغدو قادرة على أجتياز تلك المعوقات والأسباب ، ومن هذه الأفكار التي يمكن أن نعتمدها في تغيير المنهج والفكر الطائفي والتي كانت وما زالت تؤثر في من يراها ويتصفحها هي حركة التغيير الفكري المنهجي في ردع الفكر الطائفي المزمن والممتد الى بعد تاريخي لا يمكن التغاضي عنه ، وهو الفكر المنهجي الايماني الذي سار عليه المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني دام ظله في أنتهاج منهج خاص يعالج الفكر التكفيري والخوض في المعرقلات والحواجز التي عرضت امام التغيير المنهجي الحركي والتي تكون انموذجاً بديلاً ناجحاً يعالج فيها فكر قد أمتد قرون عدة لتكون النتيجة ايجابية مفعمة بروح الأيمان والتقوى لتكون مفتاحاً للتغيير .
وهذا النجاح ولد من مخاض عسير اصاب الامة استدعت من مفكريها ايجاد الحلول من داخل الواقع الاسلامي لتكون ولادة قيصيرية فُرضت نفسها ومنهجها على العامة والخاصة لما اصاب الامة من جراء التداعيات التي جعلت من المسلمين مراجعة ما يطرح على الساحة من فكر منهجي تغييري وتصفية جميع الشعارات المرفوعة في ساحة التغيير ، ليجد المستطلع وضوح وصدق ومنهج التغيير والشعار الذي رفعه مفكر من مفكري التغيير ليكون أسم الحسني وفكره التغييري واضحا لامعاً لأولي الأباب ليتمكن من صياغة الخطاب الوحدوي الشامل والخطاب الديني وفق ما ورثه من منهج عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ليكون منهجا محمدياً علوياً قابلاً لأن يضع على أرض الفكر منهج التغيير الأيماني ليكون ترتيب العلاقة المتصدعة فيما بين المسلمين كي يصلح ما أفسده الخصوم من أتباع الفكر الآخر ليجد امامه خطاً مغايراً محامياً لوجود ألأصالة والفكر الأسلامي ليضمن أستمرار التعايش الأجتماعي ليفضح هشاشة الخط والفكر والمنهج الاخر والذي يروم أن يمزق جسد الأمة ووحدتها .
وبين هذا وذاك انبرى فكر المصلح الألهي والوريث لمنهج الأسلام لكشف زيف وأعتراء الفكر الطائفي ليعيد نتاج مفهوم الأسلام الأصيل ليعيد بين ثنايا الأمة روح الأمن والأمان والأسس الواضحة ليخط في منهاج ألأمة التعايش الاجتماعي على بُعديه ، فكان من الممكن الوقوف على اعتبار تلك ألأسس أن يعيد حسابات العلاقات الأجتماعية التي تربط بين المسلمين بعضهم مع بعض ويؤسس لهم فيما تقتضيه الحالة الأجتماعية في ما بينهم ورفض تكوين علاقات بين المجتمعات على أسس مذهبية بإيجاد تغييرات ديموغرافية ورفض الاجسام المذهبية وعدم تغييب الآخر والاستفراد في تكوين مجتمع مذهبي تصنع صورة بائسة مذمومة ، وهذا يستدعي التفكر والتدبر في الخطاب الديني الواعي ليكون البُعد الديني الناصع بتصحيح الاعتقاد بمفهوم العدالة الشاملة بنقل الصورة الصحيحة للإسلام باشتراط الدفاع عن المسلم بغض النظر والرؤية والبحث بمذهبه ومعتقده وهذه الصورة تكون صورة جرئية واضحة لتكون قراءات واعية ومتجلية عن الفيض الألهي والحيلولة دون كل ما يعيق هذا التعايش ، وحرص سماحته الى مناقشة وإيجاد الحلول الى مسألة مهمة تكون عصب التغيير وهي أيجاد الحلول الى وضع وعلاج مشكلة تملك القرار ، فعندما يكون القائد وصاحب القرار وهو يمتلك العقلية الطائفية المتفردة فمقابل هذا وردود فعل هذا الأمر يكون تداعياته خطيرة جداً لتعكس قراراتهم على رجال التغيير ودعاة الأنفتاح بخلق أجواء أزمة فكرية وهذا ما يعيق بدوره أي فرصة لحلحلة المشاكل والآلام التي تنتج عن ذلك الفكر لتكون في مربع المشاكل الأجتماعية مما يجعل من التغييرين الانفتاحيين يواجهون عدة مشاكل ، وبوجود مؤسسات على رأس هرمها ممن يحملون الفكر المتحجر الطائفي تجعل من الفرد المسلم أن يكون أمام عدة خيارات أما الأنعزال والتبرير ألانعزالهم أو الوقوف بصف التطرف و الأنفراد والهدوء المتميع ، وهذا ما يجعل من المجتمع أمام أختيار تلك الخيارات ، فلذلك يكون العمل وفق الأسس والضوابط ألاسلامية بالتغيير لأنتاج وعي فكري يسعى الى التغيير ليحدث في بادئ الأمر زحزحة الواقع الذي بني على تكوين شريحة جديدة تمثل مرجعية معرفية فكرية من اصلاح المؤسسات ذات الطابع المذهبي والأمساك بأسباب التغيير وكشف واقع خطير في مجتمعاتنا أسست على مناهج التطرف ليكون سماحة المصلح الكبير السيد الصرخي الحسني ايده الله وسدده من الذين يعدون بعدد الأصابع من أصحاب الفكر والمنهج التغييري بخلق خطاب يتفاعل مع المناخ والظرف الذي يمر به المجتمع ليجعل من النخب الواعية التي تحترق على ما يدور في فلك الأمة ليكون النفوذ التغييري وفتح قنوات الأتصال عبر الوسائط الموصلة الى ضمائر الناس وفكرهم .