الجانب العلمي والعامل المشترك بين الشهيد الصدر والسيد الصرخي الحسني
نشأ شهيدنا الغالي طالبا للعلم منذ بواكير صباه جادا مخلصا لم يكن له هم سوى العلم وطلبه وخدمة الدين والمذهب، مربيا نفسه على الابتعاد عن كل الادعاءات الفارغة لنيل العناوين الرنانة والتسلط على رقاب الناس وقطع الطريق بوجه كل من أراد الحصول على ذلك بتحقيق الشياع الفاسد الموهوم المصنوع بالدينار والدولار، فنراه (قدس) يقول في لقاء له :
، فانطلق (قدس) من هذه القاعدة لتحصيل ونيل الاجتهاد خدمة للدين والمذهب إيمانا منه بأن غير المجتهد لا يمكن له إطلاقا قيادة الأمة فنراه يقول(قدس):[[المجتمع بدون مجتهدين, بل كل البشرية بدون مجتهدين تكون مُلحقة بالعدم تكون ضالة مضلة وان كان مو لطيف تساوي (كحف) .... إنما شأنها في الحقيقة بالمجتهدين .. ]]
وقال(قدس) في موطن آخر: [[والبشرية طبعا من قبيل القول قاصرة ومقصرة بطبيعة الحال, الذنوب فيها والعيوب والخلافات وأشياء كثيرة تحتاج إلى تعديل والى تقويم والى عدل, تعديل بمعنى اقامة العدل فيها وهذا لا يكون الا بفتوى حقيقية وقضاء حقيقي وولاية حقيقية, وهذا لا يكون إلا بالاجتهاد، فأول درجاته هو الاجتهاد, أما انه تستطيع أن تعمل شيئا من دون اجتهاد, فهذا دونه خرط القتاد ولا يمكن أصلا انما يتبوأ مقعده من النار إذا فعل ذلك وليس بحجة ولا يجب طاعته..]] فليسمع كل الناس في الداخل والخارج كلام السيد الشهيد الصدر المولى المقدس عن العمل والقيادة بدون اجتهاد انه يقول : (... أما انه تستطيع أن تعمل شيئا من دون اجتهاد, فهذا دونه خرط القتاد ولا يمكن أصلا، إنما يتبوأ مقعده من النار إذا فعل ذلك وليس بحجة ولا يجب طاعته...) ، وعلى هذا المنهج سار مولانا الصرخي الحسني(دام ظله) في إشارته في بيان 17
إلى ضرورة تصدي من له العلم من اجل إبعاد المفسدين والفاسدين والدنيويين بقوله : [[فالحذر…. الحذر… الحذر…. لان الوقت عصيب عصيب , خطير خطير , فالشرع والأخلاق والتاريخ تلزم العالم وتوجب عليه إظهار علمه وممارسة دوره الحقيقي في إصلاح المجتمع وتقويمه وتحصينه فكرياً وروحياً وأخلاقياً, ليخرج العالم ويوّجه خطاباً إلى الأمة ويصدر ما عنده من فكر ونصح وتوجيه وتشخيص للمهم والاهم, وللنافع والضار والفاسد حتى يثبت للأمة إن المرجعية ليست فارغة وليست جهة إعلامية أو دائرة نفوس أو إحصاء تابعة للحكومة عملها فقط وفقط توجيه الناس لتسجيل أسمائهم في سجل الناخبين والمشاركة في الانتخابات، بل المرجعية أثر فعلي واقعي وتربية فقهية وأصولية وفكرية وروحية وأخلاقية وتفاعل وإحساس بالآخرين والتألم لآلامهم, والمرجعية ليست شكلية ولا إعلامية ولا وجاهتية بل خدمة وتفاني وإيثار وتضحية ... ]]