الصرخي الحسني.. مفكر استثنائي اختلط نور علمه بسمو اخلاقه
التاريخ الإسلامي حافل بعلماء وفقهاء تباينوا في قدراتهم العلمية، ورؤيتهم الاجتماعية، وتفاعلهم مع الأحداث ومواكبتها بأسلوب يتواءم مع حركة التغيرات والأزمات ، آثروا عالمنا الإسلامي برؤاهم ونظرياتهم التي شملت أغلب معالم الحياة، فأعطوها طابعا وبعدا عملي ترجم على أرض الواقع، ليتواصل الإسلام مع حركة الحياة الإنسانية بروح عصرية متجددة.
ولو أردنا أن نختار واحدا من أبرز أولئك المجددين في الفكر الإسلامي الحديث ، والذين كان لهم حضورا فاعلا في كل زوايا الحياة ، ويتتبع حيثياتها لحظة بلحظة ، فسيقع اختيارنا على المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني دام ظله ، الذي عمل على ترجمة أفكاره ونظرياته إلى مشروع نهضوي شامل، من أجل النهوض بالأمة، يستمد قوته من جذوره النابعة من عمق الثقافة والأصالة العراقية، ومن قدرته على مواكبة كافة التحديات والمتغيرات.
ولعل من أبرز المسائل الهامة التي أولى المرجع العراقي اهتمامه بها مسألة مخالطة شعبه والاهتمام بهمومهم والاحتكاك المباشر بهم ليسمعوا كلامه المباشر وليعبر لهم عن أفكاره ورؤاه في إنهاض الأمة وتصحيح مسارها ، فانبثق شعاع هذا التواضع عاليا في سماء العراق ليسطع نجم هذا المرجع الذي افترش التراب وجالس ابناءه العراقيين في لقطة قل نظيرها في عصرنا الحديث